كتاب من فئة: روايات
عن يقين كانت تعرف أنّها لن تسقط في القاع. لن تستسلم. لن تكون بهيّة شاهين، ولن تعود إلى الوجوه العاديّة، ولن تغرق في بحر الأجساد المتشابهة أو تسقط في قبر الأيّام العاديّة..حين أصبحت أمامهم وجهًا لوجه قالت بصوتها الهادئ الواثق:تقدّم نحوها أحدهم، ووضع الحديد حول معصميها وقفله بمفتاح وضعه في جيبه. المشكلة ليست فسادًا إداريًّا المشكلة هي ثقافة أمّة..وبما أنّ التخلّف استمرّ قرونًا، فالحلّ يلزمه سنين من العمل. والعمل ليس بتغيير الأنظمة؛ فالمسؤولون ما إنْ تسلّموا المنصبَ حتى بدأوا بتعديل الأنظمة، ثم انتهى بهم المطافُ إلى منتَجٍ مشابهٍ، لأنّه ببساطةٍ الفكرُ الذي وَلّد المشكلةَ الأولى ولم يتغيّر. فالتغيير يبدأ أوّلاً من الفكر. وتغييرُ الفكر لا يعني الغرقَ في التراث، والنكوصَ إلى الماضي؛ فمن ينظرْ إلى الخلف يصعبْ عليه التقدّم إلى الأمام. تغيير الفكر يعني إعادةَ النظر جذريًّا في تراثنا ونقده لأنّه المصدر الأساسيّ لفكرنا الذي يولّد سلوكيّاتنا.
جديد
جائزة أسماء الصديق للرواية الأولى 2024