دار كبيرة ومحترمة، ولها تاريخ عريق في مجال النشر والتوزيع، مع مصاحبة إعلاميَّة من خلال كلّ وسائل التواصل الاجتماعيّ المتاحة. ولم تخلَّ يومًا باحترام حقوق التأليف.
دار الآداب حصنٌ للرأي الحرّ والكلمة المضيئة، ورائدةُ اللِّقاء بين النضال والإبداع في أنحاء العالم العربيّ.
دار الآداب التزمتْ بقضايا الثقافة العربيَّة ووسَّعتْ آفاقَها، واحتفت بالإبداع في وجوهه المختلفة.
دارُ الآداب ليست دارَ نشرٍ تقليديَّة، بل هي أفقٌ صَنَعَه حلمُ كاتبٍ كبيرٍ هو سهيل إدريس، حلْمُ بناءِ ثقافةٍ عربيّةٍ جديدة، وحلمُ إبداعٍ بلا قيود. ولقد استمرّ هذا الحلم حيًّا بعد غياب صاحبه، وصار حلَم عشرات الكتّاب الذين يجدون في هذه الدار بيتًا وسندًا.
روايتي الأولى أرسلتُها إلى دار الآداب... ولم يكن أحدٌ من الوسط الأدبيّ يعرفني آنذاك. لم يَطُلِ الوقتُ حتى أتاني الردّ إيجابًا بنشرها، وكانت تلك بدايةَ علاقةٍ طويلة ومثمرة بدار النشر وأهلها، غذّاها احتضانٌ مبكّر ومتابعة دائمة وصداقة خاصّة نشأتْ بيني وبين مديرة الدار لاحقًا، رنا إدريس.
دار الآداب تتلقّى، تحاور، وتحمّس. تسطع منارتُها على أدبنا في كلّ مدينةٍ وقريةٍ وجبلٍ وصحراءَ من أجل أن يتمتّع القارئ، ويتلمَّس، ويتذوَّق، ويتثقَّف، ويعيش واقعَ مجتمعاتنا...
تميّزتْ دارُ الآداب بالخصائص التي جعلتها في مقدّمة دُور النشر الجديرة بالثقة والتقدير والاحترام، ومن أهمّها: أوّلًا، تبرهن الدار دائمًا على أنّ النشر بالنِّسبة إليها ليس عملًا تجاريًّا بقدْرِ ما هو رسالة قوميَّة وثقافيَّة. ثانيًا، تتوخَّى الدارُ في مطبوعاتها أن تكون على مستوى من الجودة الفنّيّة والإتقان الطباعيّ. ثالثًا، تلتزم الدار بأداء حقوق الملْكيّة الفكريّة للمؤلّفين بجدّيّةٍ ومتابعةٍ لافتتيْن. رابعًا، تحرص الدارُ على التنوّع الخصب في منشوراتها... خامسًا، أدّت الدارُ دورًا تاريخيًّا في دعم الثقافة العربيّة بمجلّتها الرّصينة، مجلة الآداب، التي ظلّت منارةٌ تنويريّةٌ وحداثيّةٌ للفكر والأدب.
دار الآداب؟! هي سماء جديدة مع كلِّ كتاب.
أُسّستْ دارُ الآداب للحداثة الأدبيَّة، والتزمتْ بها وبالقضايا العربيَّة الكبرى. مشروعُها التنويريّ يشمل الفكرَ، والأدبَ، والنقدَ العربيّ والعالميّ على حدّ سواء، إضافةً إلى حرصها على مستوى فنّيّة الرواية العربيّة بالذات، والارتقاءِ بها إلى مستوى عالميّ.
أن تكون كاتبًا في دار الآداب على أيام الدكتور سهيل إدريس، يعني أن تُقدِّم حسابًا للتاريخ في كلّ ما تُقْدم عليه. فإسمُكَ من اسمه، وسمعتُكَ من سمعته. لذا لم يكن الدكتور سهيل إدريس ناشري، بل أبي وواعظي، وتحت جناحه خضتُ معاركي، وبدعمه بَقِيَ قلمي واقفًا لم ينحنِ لأحد.
لقد أورث أبناءه صفاتٍ لا تصلح لهذا العصر، ولكنَّهم محكومون بحمل تاريخ ليس ملْكهم، بل هو جزء من مجدنا الأدبيّ، يدافعون عنه بأخلاقه، لا بأخلاق هذا الزمن
دار الآداب دارٌ رصينةٌ تحترم الكاتبَ والقارئ معًا. تقدّر العملَ الأدبيَّ، وتعمل على طباعته وتصميم غلافه وتوزيعه بأفضل طريقة. أتعامل مع دار الآداب منذ عدّة سنوات وأنا أعتزُّ بذلك.
على مدى سنوات أتاحت لي دارُ الآداب، كما أتاحت لملايين القرَّاء، قراءةَ عيون الأدب العربيّ والعالميّ. ثم عشت معها مؤخَّرًا تجربة لن أنساها: فعندما اعتذرتْ دُور نشر عربيَّة كبرى عن عدم نشر روايتي جمهوريَّة كأنّ خوفًا من العواقب، أصرَّت دار الآداب على نشرها فتأكَّد لي حينئذٍ أنَّ النشر في دار الآداب رسالة ومبدأ قبل أن يكون مهنة ووسيلة للربح.
هي الدارُ الأكثرُ أصالةً وعراقةً وجدّيّةً، ولها الدورُ الرياديّ في اكتشاف أبرز المبدعين والكتّاب العرب منذ بدايات تأسيسها وحتى الآن. ولها أيضًا الدورُ الرِّياديّ والأبرز في نشر الثقافة والأدب العربيّ والإنسانيّ والمعرفة والإبداع والفكر انطلاقًا من سياستها الملتزمة بالعروبة، وبالدور الثقافيّ التّنويريّ والإبداع المنفتح على الاختلاف. لم تكن يومًا دارًا تجاريّةً تسعى إلى الربح فقط. هدفُها الجادُّ والنبيلُ والخلّاقُ يجعلها تَحْفظ حقوقَ المؤلّف، كما حقّ القارئ في الكتاب المبداع والخلّاق. دار الآداب منارةٌ ثقافيَّةٌ إبداعيّة نشريّة استفاد منها مستحقُّوها.
دار الآداب من أكثر الدُّور وفاءً للكاتب، وأكثرِها احترامًا لتعهُّداتها تجاهه. بالإضافة إلى العناية التي تعطيها الكتّاب من حيث السهر على مراجعته وإصدارِه في حلّةٍ جميلةٍ وحِرَفيَّةٍ نادرة.
دار الآداب أفضل موانئ الأدب، العلامة الفارقة في خارطة النشر، من مشرقه إلى مغربه، الرافد الأساس للمعطى الأدبي العربيّ. كيف أتحدَّث عن دار الآداب من دون إلقاء التحيّة على رنا إدريس. وهي تقرأ جديدَ نتاجك، تلاحظ، تنتقد، تناقش، عنوانك، وغلافك. وعندما نتكلّم على الغلاف لا بدَّ من تحيَّة للمبدعة نجاح طاهر التي ارتبط فنّها باسم الدار.
دار الآداب منارةٌ تشعّ في الفضاء الثقافيّ العربيّ منذ خمسينيّات القرن الماضي، سواء على مستوى التأليف والبحث والنقد والإبداع، أو على مستوى الترجمة. ومنذ تولّاها أبناءُ سهيل إدريس، عرفت الدارُ تطويرًا على مستوى الإخراج والمراجعة والانتقاء الجيّد للنصوص المنشورة، مع انفتاحٍ كبيرٍ على الإنتاج الروائيّ العربيّ الذي يعرف ازدهارًا لافتًا منذ ثمانينيَّات القرن الماضي. أشهدُ أنّها دارٌ جدّيّة، حريصةٌ على خدمة الكُتّاب والقرّاء، ساعيةٌ دومًا إلى التجدُّد والابتكار.
دار الآداب تحترم الكاتبَ، وتؤمن بضرورة «دمقرطة» النشر. فإلى جانب أسمائها المكرَّسة، تحرص على إتاحة الفرصةِ للشباب وتقديم تجاربهم وتكريسهم في المشهد الثقافيّ. يكفي أن يكون الكاتبُ ممهورًا باسم دار الآداب كي يلفت إليه نظرَ القرّاء في ربوع الوطن العربيّ.
لأكثر من نصف قرن لعبتْ دار الآداب ولا تزال دورًا رئيسًا في نشر الثقافة عَبْرَ الكتب العربيَّة والمترجمة التي تنشرها. وأهمّ ما تميّزتْ به مجاراتُها المذهلة للتطوُّرات التكنولوجيَّة الكبيرة التي أصابت صناعةَ النشر مؤخَّرًا.
لقد تشرّفتُ بالتعامل معها منذ سنوات بعيدة، فلمستُ احترامَها لحقوق المؤلِّف، وحرصَها على تقديم نتاجه بشكل لائق، والاهتمامَ بمتابعة تقديمه إلى القارئ العربيّ. مَنْحُ جائزةِ «أفضل دار نشر عربيَّة» لدار الآداب هو تكريمٌ لمؤسِّس الدار، الكاتب العربيّ الكبير الدكتور سهيل إدريس، رحمه اللَّـه؛ وتكريمٌ لرفيقة عمره ومسيرتِه، الكاتبة والمترجمة السيّدة عايدة مطرجي إدريس؛ وتكريمٌ لمن يتابعون رسالةَ الآداب بعدَ المؤسِّسين.
غالبًا ما نقارنها بغاليمار، ربَّما تكون دار الآداب الدارَ العربيَّة الوحيدة في العالم العربيّ التي يمكنها تكريسُ اسم روائيّ أو روائيَّة.
دار الآداب أسهمتْ في صنع الحداثة الأدبيَّة. إنَّها دار رائدة في قراءة النتاج المقدّم إليها، وتمحيصِه، وعرضِه على لجانٍ خاصّةٍ بالجنس الأدبيّ المعنيّ، فضلًا عن تعاملها المميَّز بخصوص الحقوق الماليَّة للمؤلِّفين.
في كلِّ عامٍ يمرّ، تُثبِت دار الآداب جدارتها في تسيُّد المشهد الأدبيّ، لا من خلال إصداراتها الرفيعة التي تواكب أفكار العصر دون قطيعةٍ حادّة مع الماضي فحسب، بل من خلال تعاملها بوفاءٍ واحترامٍ مع القرّاء والأدباء والمترجمين أيضًا.
استطاعت دار الآداب مواكبةَ التطوّر التكنولوجيّ للنشر بكافّة أشكاله الحديثة، بما في ذلك الكتاب الصوتي، والوصول إلى أكبر جمهور بالوطن العربيّ. وقريبًا سيحمل هذا الإرث الثقيلَ الجيلُ الثالثُ من الأحفاد بكلّ أمانة واحترافيّة، لتستمرّ المسيرة وفاءً لذكرى سهيل إدريس الأب والمؤسس.
نفتخر بشراكتنا مع دار الآداب، الدار التي يعتبرها القرَّاءُ العرب ملجأهم للأدب العريق والجميل والجريء.
لاحظنا، بصفتنا وكلاءَ دار الآداب في مصر، أنَّ القرَّاء يخصّون هذه الدارَ باحترامهم الشَّديد، ويسألون عن آخر إصداراتها، ويثقون باختياراتها، ويخاطرون بشراء العناوين الجديدة وإن لم يكن اسمُ المؤلِّف معروفًا. كما أنَّ للدار سياسةً تسويقيَّةً مرنةً تتماشى والظروف في كلّ منطقة. وهذا ما يساهم في أن تتصدَّر مبيعاتُ دار الآداب لائحةَ الكتب الأكثر مبيعًا في مكتبتنا.
ما يميّز هذه الدارَ أنَّها ما زالت مستمرَّةً وبالقوَّة نفسها، من بداياتها حتى يومنا هذا، في مجالات الشعر، والمسرح، والروايات، والروايات المترجمة، وكُتب الدراسات لأهمّ المفكِّرين والباحثين. وكذلك قاموس المنهل الذي حظي برواج كبير، وكان له نصيبٌ وافرٌ من المبيعات على موقعنا.
كلُّ هذا التميُّز على الصعيد الأدبيّ لم يمنعْها من إعطاء الطفلِ مساحتَه ضمن إصداراتها. نحن، نقدّر جهودَ دار الآداب لإصدار كلّ ما هو قيّم للقارئ العربيّ. وهذا ما جعلها تتقدَّم على الكثير من دُور النشر لناحية مبيعات كتبها على موقعنا، ولناحية الرقيّ والمصداقيّة في التعامل معنا.