كتاب من فئة: دراسات
لو أن هناك نسخةً من «ألف ليلة وليلة» تحكي عن الكُتُب والكتابة، فهي ماثلةٌ بين يدَيْك الآن في هذه الصفحات التي وضعَتها الباحثة والروائية والحكَّاءة إيريني باييخو، «شهرزاد الكُتُب»، مازجةً بين التاريخ والأدب والمتعة ببراعة قلّ نظيرها. تقتفي المُؤلِّفةُ آثارَ الكُتُبِ انطلاقًا من مكتبة الإسكندرية العظمى التي «خلقَت موطنًا من الورقِ لمَن لا موطن لهم»، هناك حيث أُلغِيَت الحدود وتعايشَت كلمات الشعوب . بلغةٍ رشيقةٍ سلسة، تعود بنا إيريني باييخو إلى مكتبات مصر القديمة وبلاد الرافدَيْن وفينيقيا واليونان وروما وغيرها... كما تستحضر أشكالَ التدوين الأولى واختراع الحروف الأبجدية وتطوُّر الكتاب من الألواح والبرديات مرورًا برقوق الجلد والورق وصولًا إلى الكتاب الإلكتروني. في الكتابِ مُتَّسعٌ للكَوْنِ بأسرِه، ومن هنا جاءَت فكرة «اللامتناهي في بَرْدِيَّة»، الذي نُشِر لأول مرة منذ أعوام قليلة، ولكنه سرعان ما حقَّق نجاحًا مُدوِّيًا وأصبح ظاهرة أدبية في شتّى أرجاء العالَم، فصدر منه ما يربو على الخمسين طبعة باللغة الإسبانية وحدها، كما تُرجِم إلى أربعين لغةٍ، وحصدَت مُؤلِّفته عددًا كبيرًا من الجوائز المرموقة. «لطالما كانت القراءةُ ارتحالًا، سَفَرًا، رحيلًا في سبيلِ العثور على الذات». وفي هذه الرحلة الغنية بالمغامرات والطرائف والصعاب، نقتفي آثارَ الكُتُب كلّها وكأنَّها قطعٌ من كنزٍ تناثرَت أجزاؤه، حتى نعثر على أصلِ الكُتُبِ والكتابة.
جديد