الصعوبة في ذاكرة المسرح هي في تبيان العلاقة بين الماضي والحاضر، في حين أن العرض المسرحي لا دوام له، وأن الآثار التي يتركها تقتصر على نصوص مكتوبة (مسرحيات، مذكرات وكتابات نظرية) ووثائق تخطيطية (رسوم، صور، ومخططات).

انطلاقاً من هذا اليقين، عزمنا على تقديم "سيرة المسرح" من خلال التعرف إلى "الأعلام" الذين أحيوها و"الأعمال" التي حفظت حيويتها، وبقصد إشاعة معرفتنا للمسرح كمسيج حي يفلت من كل تقنين ومن أحادية المعاني، ويتجدد إدراكه وتتجدد ألوانه وظلاله على صفحة الأجيال.

ليس هذا الكتاب تاريخاً إنما هو "جدول" يسير مع التاريخ ويحاذي الأزمنة. إنه يجري من مرحلة إلى أخرى ويطيل المقام عند الأعلام البارزة والأعمال الرائعة.

يطمح هذا العمل إلى تزويد القارئ بالمعلومات التاريخية التقنية وإطلاعه على المعطيات الفكرية والفنية الخاصة بالذين تركت ممارستهم المسرحية أثراً في ثقافتنا العصرية ومخيلتنا الحاضرة، من مؤلفين وممثلين ومخرجين ومهندسين ومنظرين.. فبالتالي ووفقاً لهذا المقتضى، تم انتقاء الأعلام والأعمال بالنسبة إلى قدرة إبداعهم على إحداث رد فعل في ذهننا وتحريك شعورنا.