كتاب من فئة: دراسات
Marxisme du xxe siècle" ("Marxism in the Twentieth Century")"
"إن الجزائري ذا الثقافة الإسلامية يستطيع أن يصل إلى الاشتراكية بدءاً من منطلقات أخرى غير سبل هيجل أو ريكاردو أو سان سيمون. فلقد كانت له هو الآخر اشتراكيته الطوباوية ممثلة "في حركة القرامطة، وكان له ميراثه العقلي والجدلي ممثلاً في ابن رشد، وكان لديه مبشر بالمادية التاريخية في شخص ابن خلدون، وهو على هذا التراث يستطيع أن يقيم اشتراكيته العلمية".
"هذا النص المقتطف من الكتاب الذي بين يديك... يأتي بالجواب الحاسم حلاً للجدل اللفظي الذي احتدم طويلاً بين مثقفينا التقدميين حول الاشتراكية التي تأخذ بها بعض أقطارنا، وهل تكون اشتراكية عربية، أم "طريقاً عربياَ إلى الاشتراكية".
إن المؤلف قد طرح بمثاله هذه قضية القومية العربية عنصر تراث القيم الإسلامية فيها كأنه أمر مسلم به من وجهة النظر الماركسية... وهذا يدل على استعداد لقبول الاشتراكية "علمية" غير ماركسية، صادر عن واحد من أبرز فلاسفة الماركسية اليوم. وهو تطور يعتبر كسباً ضخماً حقاً، ويمكن أن يكون كسباً عربياً، لأننا إذا وعيناه، ونحن في بداية مسعانا الجديد للخروج مت القاع، فلن نجد أنفسنا مكرهين على الاختيار الوحيد بين نار الاستغلال الرأسمالي باسم حرية الفرد، وبين صقيع الطغيان الفئوي باسم المصلحة الجماعة. بل ستكون مسؤولية المثقفين العرب بالذات-في هذه المرحلة، وتأسيساً محتوماً على المنطق القومي الوحدوي الذي لا بديل له من التجزئة ولا من الأممية-أن يفتحوا أبواب الحاضر العربي، الفاسد الهواء، على الهواء النقي الذي يحمل بوادره عطاء الفكر العالمي عير المتزمت تحت شعار الحوار".
هذا ما كتبه في مقدمة الكتاب مترجمه الأستاذ نزيه الحكيم. وهو مظهر واحد من مظاهر التي تدل على أهمية كتاب "ماركسية القرن العشرين" وخطورته إذ يعتبر خطوة رائدة هامة على طريق الحوار المفتوح، طريق تحرير البشر من "الأيديولوجيات" الشمولية التي تزعم تفسير الإنسان والطبيعة تفسيراً أحادياً نهائياً يفرض غيبية جديدة باسم العالم.
ويتناول الكتاب موقف الماركسية "الجديدة" من مبدأ المعتقدية، ومن الأخلاق، ومن الدين، ومن الفن، كل ذلك بتحليل عميق عرف به روجيه غارودي.
جديد