كتاب من فئة: دراسات
كانت رحلة نجيب محفوظ مع الكتابة طويلة وشاقة. ونظراً لطول هذه الرحلة، وتنوع مسالكها، مال الباحثون إلى تقسيمها إلى محطات أو مراحل. ولا شك أن أولى هذه المراحل كانت أشق الجميع، لا لأنها الأولى وحسب، وإنما لأنها -أيضاً- كانت بحثاً عن طريق محدد، بمقدار ما كانت سعياً وراء هوية في الأدب (...).
على هذا الأساس أقمت دراستي، وقسمتها إلى ثلاثة فصول: فصل لدراسة ما سميته مرحلة البحث عن طريق من 1930 إلى 1939، وآخر لدراسة ما سميته مرحلة الطريق من 1939 إلى 1952، وثالث لدراسة الصدى النقدي للمرحلتين المتداخلتين في الوقت ذاته. كما وضعت هاتين المرحلتين المتداخلتين، وما رافقهما من صدى نقدي، داخل الإطار الاجتماعي والثقافي للفترة الزمنية موضوع البحث (...).
ولا أعتقد أن ما فعلته هنا نهاية، أو خاتمة، وإنما هو -فيما أرجو- بداية، وترميم لبعض جوانب البحث في العالم المحفوظي الشاب إذا صح هذا التعبير، وكشف لغطاء الصدى النقدي لهذا العالم الجدير بالدرس والبحث. وقد ألحقت بهذه المحاولة أهم النصوص النقدية التي تمكنت من حصرها وجمعها، والتي تبلغ 16 مقالة ظهرت في المجلات القاهرية والبيروتية خلال تلك الفترة، حتى أضع أمام الباحثين مادة -لا غنى عنها- في دراسة العالم المحفوظي الشاب.
جديد